عصور
Volume 22, Numéro 3, Pages 33-57
2023-12-07

الكتابات أثناء الفترة القديمة بشمال افريقيا

الكاتب : صلاحي بوعلام . منصوري فريدة .

الملخص

الكتابة هي وليدة الفكر الإنساني، وتعتبر أداة للتواصل بين الأفراد والشعوب، كما أنها أداة لتجسيد اللغة والتعبير، وعرف منذ القدم تعدد الكتابات نتيجة لتعدد الألسن، الذي تجسد حسب الباحثين في ظهور الأبجدية، حوالي 3200 سنة قبل الميلاد، التي كانت تدون بها الأفكار والمعارف على مختلف المواد، ما نتج عنه النقائش والكتابات الأثرية، التي وصلت إلينا اليوم كتراث مادي لمختلف الشعوب. لعبت الكتابات دورا كبيرا في بناء الحضارة وتطورها، كما ارتبط تطور الكتابة ونموها، بالتطور الفكري والحضاري للإنسان ارتباطا وثيقا، فقد عرفت الفترة القديمة تطورا ملحوظا في الكتابة، مما أدى إلى اندثار العديد من الكتابات واللغات، وظهور كتابات ولغات جديدة وتحيين أخرى، وهذا يعد أثر حتمي للتطور الحضاري للإنسان وحركة التوسع والإستيطان، التي عرفت أوجها خلال هذه الفترة التاريخية. تجدر الإشارة إلى أن الفترة القديمة، قد خلفت رصيدا حضاريا هاما، خاصة منطقة شمال افريقيا، التي عرفت بتعدد الكتابات واللغات أثناء الفترة القديمة، وظهرت بها عدة لغات في هذه الفترة، منها المحلية والدخيلة، وساهمت في بناء العديد من الحضارات القديمة والحديثة. إن الرصيد الحضاري الذي خلفته الحضارات القديمة، خاصة الكتابات الأثرية، يعد مجال خصبا للبحث العلمي في مختلف المجالات، ولعب البحث الأثري دورا هاما في الكشف عن عدة خبايا، تتعلق بهذه الكتابات الأثرية، ساهمت في التعرف على الإنسان وحضارته ومحيطه. حيث يعتمد اليوم الباحثين وخاصة الباحثين الأثريين على هذه الكتابات القديمة، لما لها من أهمية في البحث العلمي، للتعرف على الحضارات الإنسانية في العالم القديم، وكانت هذه الكتابات، سببا في ظهور عدة تخصصات علمية، كما ساعدت على تحليل عدة ظواهر شهدها العالم القديم.

الكلمات المفتاحية

الأبجدية ; الكتابة ; التدوين ; اللغات ; الخط ; شمال إفريقيا ; النقشات ; أداة للتواصل ; الحضارة