مجلة منبر التراث الأثري
Volume 12, Numéro 1, Pages 11-42
2023-04-30

المظاهر المروية جنوب الخرطوم: نفوذ سياسي أم مظهر للإنتشار الثقافي

الكاتب : عبدالله عمار عوض محمد عبدالله .

الملخص

وهنالك ثلاث طرق لعملية الإنتشار الثقافي، تتمحور جميعها في الإتصال المباشر بين الجماعات البشرية عن طريق أحد الحالات التالية: الحالة الأولى وهي التجارة؛ حيث تتحرك المجموعات البشرية عبر المكان ناقله أفكارها ومعتقداتها وخبراتها التقنيه أينما حلت، لذا فأن التجارة من أهم العوامل التي ساعدت في نشر الأفكار بالعالم القديم، وفي نقل أنواع مختلفة من المعارف التقنية من والى ثقافات بشرية مختلفة ومتباعدة عن بعضها البعض. وكان للتجارة دوراً مهماً في نشر الثقافات العالم القديم الوافدة الى السودان، حيث كانت مملكتا نبتا ومروي ذات صلات تجارية نشطة مع حضارات مدن الأبيض المتوسط، وكذلك حضارات الشرق الأدني عبر مصر. ومن خلال الأنشطة التجارية تميزت الفترة المروية، ما بين القرنين الأول والثاني الميلاديين بوفره في مظاهر السلع والمنتجات القادمة من هذه الحضارات، وكانت تتمثل في: المرايا، والأواني البرونذية، والتماثيل اليدوية، والقلائد، وروؤس السهام، ومقابض الأسلحة، والسكاكين والخناجر، والخزف...الخ أمّا الحالة الثانية فهي الهجرة، التي تعد أحد طرق الإنتشار الثقافي، من خلال حركة الأفراد والجماعات، من مكان الى آخر وهم يحملون ثقافاتهم، ومن خلال الإحتكاك فيما بين المجموعات البشرية الوافدة والمهاجرة يتم تبادل الخبرات فتنتشر السمات الثقافية. وأخيراً الحالة الثالثة وهي الحرب التي تقود الى هيمنه المنتصر عسكرياً وإقتصادياً ودينياً، وبالتالي، فإن هذه الهيمنة تساعده في نشر وترسيخ القيم التي يحملها، كما أن سيطرته الإقتصادية وتحكمه في الإنتاج تمكنانه من نشر تقنياته الخاصه، مثل الأسلحة، وألأدوات المنزليه، والملابس، وأدوات الإنتاج. Currently, the Archaeological discoveries south of Khartoum in the south-central Sudan are enhancing our ability to determine the spread of items originating from the Meroitic state 2000 years ago, beyond the political borders of the state. For the first time in a full-length paper, this research aims to increase our understanding of archaeological sites dating to this period along the very poorly understood White region. The conditions of the sites are outlined, archival research undertaken through interrogating the original excavation notes and records were re-examined, and the importance of future research is highlighted. The results shed new light on understanding the features of the communities living to the south of the state as well as how they interacted with the Meroitic state. It is concluded that the lack of civil, political and religious Meroitic constructions is indicative of a lack of political control over the White Nile where the archaeological evidence indicates fisher-hunting activities predominated. However, there were commercial relations between these rural areas and the Meroitic Settlements based on the latter’s need for ivory, wood, animals, slaves and perishable items such as leather, and on the presence of Meroitic products such as amulets, gold ornaments, iron arrowheads and pottery.

الكلمات المفتاحية

كلمات مفتاحيه: مملكة مروي، الإنتشار الثقافي، جنوب الخرطوم، منطقة النيل الأبيض، الدِروة.